Image

فكر أم كُفرٌ ؟ نظرية التطور في الميزان / رياض قسيس

عدد النسخ: 1 عدد النسخ المعارة : 0 عدد النسخ المتاحة للاعارة : 1
رقم التسجيلة 8919
نوع المادة كتاب
ردمك 9786144600429
رقم الطلب

BL 240.2 .Q57

المؤلف قسيس، رياض

العنوان فكر أم كُفرٌ ؟ نظرية التطور في الميزان / رياض قسيس
بيان الطبعة ط. 1
بيانات النشر منصورية، [لبنان]: دار منهل الحياة، 2020.
الوصف المادي 143 ص
بيان السلسلة بين العلم و الايمان | 1
المحتويات / النص

- ماذا نتعلم من الماضي؟

- بين نارين ... بين كتابين
- انقسام ... اتهام ... احتكار... 
- الخالق يجمعنا : لنتفق على عدم الاتفاق ! 

المستخلص

ل يتنافى العلمُ مع إعلان الله؟ هل تهدّد شرعيةُ الواحد مصداقيةَ الآخر؟ هل من إمكانية للجمع بين العلم الحقيقي والإيمان الملتزم دون أن يَنكر أو يَرفض أحدُهما الآخر؟
تتحدى هذه الأسئلة شبابنا المسيحيّين اليوم ويتحدوننا بها، منتظرين من الكنيسة أن تكسر صمتها بإجابات واعية ومقنعة تخاطب العقل والروح في آن واحد، بعد أن وجد شبابنا المسيحيون أنفسهم بين نارَين، أو بين خيارَين: الكتاب المقدس أو كتاب العلوم!
بِحِرَفِيَّة السهل الممتنع يفضح الدكتور القس رياض قسيس الثنائية الساذجة الظالمة بين العلم والإيمان. فكأنه على العالِم أن يكون مُلحدًا حتى ينال علمُه التقدير. وعلى المؤمن أن يكون سطحيًا حتى يُمتَدح إيمانُه. تحصرنا خيبة هذه الثنائية في خيار معيب؛ فإما المساومة على عقائدنا أو غض النظر عن نتائج البحث العلمي. يدعونا الكاتب في هذا الخصوص لتجديد الفكرَين الديني والعلمي لتجاوز الفصام بينهما. ويضع بين أيدينا من أجل ذلك قائمةً بأسماء العلماء المسيحيّين الحائزين على جائزة نوبل في العلوم لنكتشف بعد التمعّن فيها زيفَ الثنائية الوهمية السابقة التي تدفع بالجميع إلى الانفصال أو الصراع أو المساومة.
يقدّم الدكتور القس رياض قسيس مناقشة عميقة ومدروسة في الجزء الأول من ثلاثية كتب تتعامل مع نظرية التطور الخاصّة بالعالِم تشارلز داروين، وما أحدثته من ربكة في العالمَين العلمي والديني منذ خروجها للنور عام ١٨٦٠. هذه الربكة تركتنا في وضع مُرهق ذهنيًّا وروحيًّا بين الاستهانة بالعقل من خلال تقديم علوم الخليقة بشكل سطحي وسخيف أو الاستخفاف بالخالق من خلال إنكار صحة الكتاب المقدس. كما يتميّز الكتاب بهذا الخصوص بتطرُّقِه إلى موقف الدين الإسلامي من نظرية التطور وهو عرض قلَّما وُجِد في كتابٍ مسيحيٍّ.
يعرض الكاتب سردًا تاريخيًا عن الصراع المستمر بين العلم والإيمان، يدعونا من خلاله للتريث وفحص الأدلة العلمية بجانب فحص غرض الكلمة المقدسة. فأولوية الكتاب المقدس هي هداية الإنسان إلى طريق الخلاص، وليس غرضه تقديم حقائق علمية. بمعنى أن الكتاب المقدس مختص بفحص مَنْ خلقَ الكون ولماذا خلقه، بينما يختص العلم بفحص كيف ومتى خُلق الكون. إذًا للإيمان حدود وللعلم حدود. هذا التوجه لدى الكاتب يترك للقارئ مجالاً للحرية الفكرية في حدود ضوابط علمية وعقلية وواقعية، مما يقودنا إلى فك الصراع بين الفعل الإلهي والوصف العلمي، والنزاع على من له السلطان الأعلى: كلمة الله أم كلمة العلم، وكأن الكتاب المقدس والعلم عدوّان لدودان. يدعونا الكاتب لننفض عنا مساواة الاعتقاد بأنَّ التطور إلحاد، والظن بأن الخلق والتطور بدائل بعضهما عن بعض، وضرورة أن ينفي أحدهما الآخر.
يرشدنا توجّه الكاتب—المُتَّصف بالإيمان الباحث عن الفهم—إلى احتمالية وجود علاقة تكامل لا تضاد بين الروح والعقل لدى المؤمن المثابر في البحث العلمي، فيمتزج فرح العبادة بفرح الاكتشاف. كما يساعدنا هذا التوجه في الخروج من علاقة عداء واتهام وتشكيك إلى علاقة حوار صريح وراقٍ نعبِّر فيه عن الاختلاف بنزاهة واحترام، ونتحدث فيه عن العلاقة بين الخبرة الإيمانية والمعرفة الفكرية، حتى نصل إلى لاهوت العلم. فالله هو السيد على العلم وعلى الإيمان. ولا يتوقف الكاتب عند الكلام عن دور الله في الخلق، ولكنه أيضًا يذكِّرنا بدورنا ومسؤوليتنا في مشاركة الله في العناية بالخليقة. وأخيرًا يحفّزنا الكاتب على فضيلة التواضع التي تحمينا من "كبرياء التفسير" والتفسير الحرفي المباشر والجامد، كما يذكرنا بالقاعدة الأهم: في الأمور الجوهرية وحدة، وفي الثانوية حرية، وفي كل الأمور محبة.
يحدِّث هذا الكتاب بصورة مباشرة الشباب العرب ويتحدث بالنيابة عنهم بعرضه نتائج استطلاع الرأي بينهم، الأمر الذي يجعله كتابًا يخاطب الشباب ويعطيهم، في الوقت نفسه، مسرحًا لعرض أفكارهم وأسئلتهم وكذلك—وللأسف—إحباطهم من تقصير الكنيسة في توعية شبابها عن العلاقة الأمثل بين العلم والإيمان من منظور مسيحي.
أنصح بشدة كلّ شاب عربي شغوف لفهم العلاقة بين العلم والإيمان ولكن يخشى أن يهدد العلمُ إيمانَه بالله، بقراءة هذا الكتاب. أنصح به أيضًا لأهالي أولئك الشباب، ومن يخدمون بينهم، وكل من يقف حائرًا أمام أسئلته الهامة والشائكة عن موضوع الخلق، ونظريات التطور، والعلاقة بين العلم والدين.

المواضيع الدين و العلم