Image

سينما القطاع الخاص في سورية

عدد النسخ: 1 عدد النسخ المعارة : 0 عدد النسخ المتاحة للاعارة : 1
رقم التسجيلة 852
نوع المادة كتاب
رقم الطلب

PN1993.5.S9I27

المؤلف إبراهيم، بشار

العنوان سينما القطاع الخاص في سورية
بيان الطبعة ط. 1
بيانات النشر دمشق: وزارة الثقافة، 2006.
الوصف المادي 526 ص : 24 سم
بيان السلسلة الفن السابع | 115
ملاحظات

- يحتوي على ببليوغرافيا - يحتوي على فيلموغرافيا في قوائم مرتبة أبجدياً أو حسب سنة الإنتاج/العرض الأول أو المخرج أو المنتج - يحتوي على صور بالأبيض والأسود

المحتويات / النص

- في موت سينما القطاع الخاص - في التاريخ السينمائي السوري - في سينما القطاع الخاص: -- ثنائية الأخلاقي و اللاأخلاقي -- صناعة النجوم -- التنوع في الأفلام - الشخصيات السينمائية السورية - الرقابة والسينما السورية - أفلام سينما القطاع الخاص في سورية -- (قائمة بالأفلام)

المستخلص

يرثي الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم سينما القطاع الخاص السورية (إصدار وزارة الثقافة ـ 2006) ويصفها "بالمغدورة". فقد أنتجت ما يقارب 150 فيلماً روائياً طويلاً، دون أن تلقى الاهتمام والعناية النقدية أو حتى محاولة المقاربة الفنية طوال أربعة عقود من الزمن؛ فسينما القطاع الخاص بقيت مهملة منبوذة، بسبب التعالي الثقافي، اليساري الطفولي، الذي وصمها بوصمة التجارية. ينقد الباحث هذه الأفلام عرضاً وتلخيصاً ويكشف أن سينما القطاع الخاص أقامت علاقات على صعيد الإنتاج والتوزيع والكتابة والتأليف والمهارات وصناعة النجوم أو ما يمكن أن يسمّى بـ"المجتمع السينمائي" المترابط بسبب الهموم والغايات المشتركة. يلفت المؤلف إلى أن القطاع الخاص لم يتقدم على طريق بناء صناعة سينمائية سورية لاكتفائه بالخدمات الفنية التي كانت الدولة، ممثلة في المؤسسة العامة للسينما، تقدمها؛ إضافة إلى التلفزيون العربي السوري. ويشير إلى أن سينما القطاع الخاص تثير قضية الرقابة بسبب ما احتوته من "جرأة عالية على صعيد المشاهد العارية والقبلات المحمومة الساخنة والجنس والعلاقات الحميمة وليس بسبب اقترابها من موضوعات الدين والسياسة"، وكثيراً ما استعان المخرجون بفرق من بنات الهوى لأداء هذه المشاهد. يعتمد الناقد على دراسة لفاضل الكواكبي عن موضوع الرقابة ويقول إن السينما السورية عانت من الرقابة منذ فلمها الأول "المتهم البريء" لأيوب بدري (1928) إذ منعت سلطات الاحتلال الفرنسي عرضه بحجة وجود ممثلة مسلمة في الفيلم وهو ما أجبر صانعي الفيلم على إعادة تصوير الفيلم مع راقصة أجنبية كانت تعمل في دمشق. وسيستمر الأمر نفسه بعد الاستقلال، ولكن بدرجة أخرى، سيتقمص الرجال ادوار النساء، مثل أنور البابا، بدور أم كامل الشهير، والذي سيلتصق به إلى درجة أن أفلامه التي مَثّلها بعيداً عن هذه الشخصية لم تلق الرواج، أما أدوار السخونة فستسند إلى راقصات سابقات مثل إغراء وأختها فتنة أو بنات هوى يقمن بأدوار الكومبارس شبه عاريات. قانون الرقابة السينمائية الذي لا يزال سارياً مع بعض التعديلات التنظيمية الطفيفة عام 1974، كان متشدداً أكثر من القانون المصري، لكن الذي حدث هو أن الأفلام السورية كانت جريئة أكثر من الأفلام المصرية، الأمر الذي سيعيق عرضها على التلفزيون حالياً. تذكر بنود القانون أن الأفلام ستمنع "عندما يتبين أنها تثير النعرات الجنسية أو الطبقية وتستهين بالروابط العائلية وتتضمن إثارة للغرائز وتتنافى مع أخلاق الشعب العربي وتقاليده ومس المسلّمات الايديولوجية" وقد مرت الرقابة بفترات تشدد وتساهل لكن التساهل كان من نصيب الجنس، والفكر اليساري في ما بعد 1977، مقابل تشدد في قضايا الجنس منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات (إرضاءً للمزاج الأصولي) الذي اخذ بالانتشار المتزايد اجتماعياً وفكرياً. وربما كانت القضية الفلسطينية والقضايا الكبرى، كما يرى الكواكبي، تغنيهم عن البحث في موضوع الرقابة والحرية الفردية. وكان ثمة توجيه يطالب بتشديد الرقابة على القطاع الخاص لرفع مستواه خالطاً بين الرقابة كآلية وكهدف، وكان هذا أحد أسباب قتل هذه السينما "اللذيذة"، كما يصفها محمد الأحمد، المدير العام للمؤسسة العامة للسينما. وربما كان احد أسباب "سماحة" هذه الرقابة جنسياً هو هزيمة حزيران التي أوجدت الحاجة إلى التسرية والسلوان إضافة إلى هجوم الفكر اليساري والوجودي وسيادة الفكر التقدمي الاشتراكي. أفرزت هذه السينما مجموعة من النجوم مثل دريد لحام ونهاد قلعي وناجي جبر وخالد تاجا، ومعظمهم قدم من المسرح الذي جاهد في الأربعينات والخمسينات، وناضل ضد مجتمع محافظ ينظر للفنانين نظرة احتقار وتأثيم، إلى درجة تبرؤ بعض العائلات من أبنائها الفنانين "كعاقين"". كما صدرت هذه الأفلام مجموعة من "الكركترات" مثل غوار وحسني وياسين وفطوم حيص بيص وأبو صياح وأبو عنتر، والتي يعود تأليفها إلى القصاص الشعبي الإذاعي حكمت محسن. أما اشهر نجوم الإيروتيك فهي إغراء (وهو اسمها الفني) التي تربعت على عرش الإغراء أربعة عقود وقد مثلت قصة حياتها التي كتبتها للسينما عدة مرات بروايات مختلفة (عاريات بلا خطيئة، راقصة على الجراح، امرأة لا تبيع الحب) ونالت لقب فنانة الشعب من مؤسسات الاتحاد السوفياتي عن فيلم نبيل المالح الشهير "الفهد"، وكانت بعض هذه الأفلام تنجر إلى مشاهد شبه إباحية. وتبدو إغراء التي يسميها المؤلف بالراقصة الفيلسوفة بطلة هذا الكتاب. يقرر الناقد أن سينما القطاع الخاص التي ظلمها الفكر اليساري وحطّ من شأنها وتبرأ منها، كانت ترمومتراً لقياس حالة البلد ومزاجه الفني والموسيقي والغنائي والاقتصادي أحياناً. وأن أفلام تلك المرحلة وثائق تاريخية وجمالية مفعمة برائحة تلك الأيام ونكهتها المحلية السورية. يدافع المؤلف عن سينما تلك المرحلة وينفي عنها تهمة تقليد الأفلام المصرية ويصفها بالأفلام الجماهيرية، ويأسف المؤلف لتبرؤ عدد من نجوم السينما السورية منها مع أنها كانت الممر الفني لنجوميتهم الحالية لأن هذا التبرؤ لم يكن نتيجة تحول عقيدي كتحولات نجوم مصر إلى الحجاب أو التدين. والأدهى أن هؤلاء النجوم لا يزالون يعملون في مسلسلات تلفزيونية "تجارية" أو في برامج خالية من القيمة المعرفية! كما يأسف المؤلف لنظرة هؤلاء النجوم الجدانوفية الثورية إلى مقولات "الصراع الطبقي" و"المادية التاريخية"، و"التقدمية والرجعية"... والتي لم ينج منها كبار النقاد والأدباء. وصفت تلك الأفلام ظلماً بالتفاهة، رغم استناد بعضها إلى قصص كبار الأدباء مثل زكريا تامر والعجيلي، بالرغم من وجود كبار الممثلين (نيللي، يسرا، كمال الشناوي، فريد شوقي) والمخرجين المصريين في صناعتها. يبدأ الناقد بفيلم "عقد اللولو" وينتهي بفيلم "بلاد العجائب"، ويتحاور في كتابه مع النقاد ويربط الفيلم بزمانه سياسياً واقتصادياً وأحياناً عالمياً، ويكشف المؤلف عن جهد كبير وذاكرة سينمائية لا تنقص من قيمتها قلّة معرفته بالأفلام التي تعود إلى ما قبل الخمسينات. ويقدم معلومات وافرة عن كثير من الممثلين (أول ظهور، تطور الفنان أو الكركترات) الملاحظة الرئيسة في الكتاب هي جمع الفيلم السوري بين متناقضين: الموعظة الأخلاقية والدغدغة الغريزية! الكتاب لا غنى عنه للمكتبة السورية والعربية، ولو استطاع المؤلف إرفاق ملصقات الأفلام المدروسة كلها لكان تحفة حقيقية.

المواضيع السينما - سوريا