BP165.S56

الفصل الأول: حياة محمد - رؤية أخرى. الفصل الثاني: الهجرة الى المدينة المنورة - من خطاب البلاغ الى خطاب المؤسسة. الفصل الثالث: محمد والنساء - استعادة التوازن الحرج بين الرجل والمرأة. الفصل الرابع: العقل في الإسلام - العقل الحجاجي وامتناع المعجزة. الفصل الخامس: العقل في الإسلام العصر الوسيط - التتابع والانكسارات. الفصل السادس: الجهاد في الإسلام- من فقه الاضطرار الى فقه الدم. الاستخلاصات العامة للدراسة.

وإن كان لخيبات الربيع العربي من فوائد شخصية، فقد أتاح لي إعادة بناء و توسيع ثقافتي التراثية والدينية وصبها في هذا العمل الذي استغرقني خمس سنوات متواصلة من القراءة والبحث والتمحيص. هذا الكتاب يستنطق الإسلام حفرا وتفكيكا وتأويلا، دون الخضوع لأي توجيه أيدولوجي مسبق، بالتفارق عن المنظور الحداثس الإسقاطي والمنظور السلفي الماضوي، مستهدفاً كشف الغطاء عن البطانة الداخلية للرسالة الإسلامية كما جاءت في النصوص التأسيسية، بالتوازي مع تشريح ونقد القراءات المتوترة. لقد قادني هذا الحفر والتفكيك والتأويل، وعلى ضوء المعطيات والنصوص التي قمت برصدها وتحليلها، الوصول الى درجة متيقنة من البرهنة النظرية على أن الإٍسلام الأول ليس هو إسلام ابن حنبل وابن تيمية ولا حقهم محمد ابن عبدالوهاب الذين إختزلوا نصوص الدين في نصوص الفقه وأعادوا صب الرسالة الإسلامية في طبعة صحراوية خطيرة مجافية للعقل ومعادية للمرأة لتغدو هذه الطبعة التي رضعت من أثداء الهوامش ما يشبه المصدر الوحيد للمعرفة الدينية والمرجع الرئيس لتدريس العلوم الدينية، بل ان أحكام هذه الطبعة قد غدت أداءة القياس لدى العديد من علماء المسلمين والرأي العام الإسلامي: وهنا يكمن الخزان الضخم للفكر المتطرف. كما البرهنة النظرية على أن الإسلام الأول ليس هو إسلام الحركات السياسية الدينية المتطرفة التي حولته الى إسلام خلودي متعالي على التاريخ والإنسان، ولا يحتمل التنوع الإ في ‘طار سيادة قبضته على أقدار الكرة الارضية ومصائر شعوبها.