Image

دولة حزب الله : لبنان مجتمعا إسلاميا

عدد النسخ: 1 عدد النسخ المعارة : 0 عدد النسخ المتاحة للاعارة : 1
رقم التسجيلة 1266
نوع المادة كتاب
رقم الطلب

DS87.S42

المؤلف شرارة، وضاح

العنوان دولة حزب الله : لبنان مجتمعا إسلاميا
بيان الطبعة ط. 2
بيانات النشر بيروت: دار النهار، 1997.
الوصف المادي 422 ص
ملاحظات

يتضمن إرجاعات ببليوغرافية و كشافات

المحتويات / النص

1- أصل الحرب و فروع الحياة . 2- سنن الثورة و حزبها . 3- أفول علم الدين و علمائه . 4- بعث سلك العلماء و تجديده . 5- خطط الأهل و السياسة . 6- عمائم غير مسبوقة . 7- دول الجماعات . 8- حوزاتها ( العلم ) و الدعاة . 9- الطبقة الجديدة . 10- جروح إجتماعية و سكانية . 11- بناء المعقل الإسلامي . 12- شرنقة الكلام و الصورة . 13- مجتمع الحرب . 14- من طهران الى بيروت . 15- وجها الخمينية أو خدمة سيدين .

المستخلص

قد يحلو للبعض تصنيف كتاب "دولة حزب الله" بين الكتب المنتقدة للحزب والمعارضة له؛ بيد ان القراءة المتأنية له تجعلك تخرج بانطباع آخر مختلف لا سيما اذا كنت قارئاً يريد ان يفهم وان يتعرف عن كثب على ظاهرة سياسية باتت تختصر واقع قسم اساسي من الشعب اللبناني ومستقبله، وليس قارئاً يبحث عن الذرائع والحجج التي تثبت موقفه السياسي وتسوغ آراءه المعارضة. قارىء يبحث عن الوجه الحقيقي الآخر للحزب ولجمهوره بعيداً من أجهزة اعلام الحزب التي لا تقدم الا صورة واحدة نمطية عنه. من هذه الزاوية يبدو الكتاب دعوة مفتوحة الى الدخول في العوالم الخفية لهذا التنظيم السياسي الذي نجح في عقد واحد من الزمن في تكتيل الشيعة حول عقيدة جمعت البعد الفقهي الامامي الى العقيدة الجهادية، وجعلهم نقطة ثقل مهمة في التوازنات السياسية اللبنانية وفي شبكة العلاقات الإقليمية. بعكس ما هو شائع لا يحصر المؤلف اسباب نشأة "حزب الله" بالعامل الايراني الخارجي بقدر ما يربطها ربطاً وثيقاً بجملة اسباب داخلية في مقدمها الحرب الأهلية اللبنانية وما نتج عنها من تصدع الابنية الاجتماعية للشيعة نتيجة التهجير والاقتتال الطائفي، ناهيك عن تحول الجنوب طوال السبعينات ساحة مواجهة بين التنظيمات الفلسطينية المسلحة واسرائيل ثم الاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني؛ وتصدع حركة الامام موسى الصدر وخسارتها زعامتها واستتباع اتباع الحركة اما للمنظمات الفلسطينية او لسوريا. تضافر هذا مع عناصر مهمة اخرى كاستيلاء الحركة الخمينية على السلطة في ايران ومباشرتها نشر الثورة الاسلامية ودعوة الخميني الى ولاية الفقيه وخروج الناس عن سلطان الدولة الى سلطان رجال الدين والعلم الفقهي. كما كان لنشوب الحرب الايرانية - العراقية والغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 دورهما الكبير. يعرض الكاتب في الفصل الاول تحت عنوان "اصل الحرب وفروع الحياة" الهرمية التي يستند اليها الحزب كتنظيم سياسي يقوم على شبكة واسعة من الهيئات الاجتماعية من رجال دين وعلماء ومدارس دينية وحوزات وحركات وجمعيات تطال مختلف اوجه الحياة العامة للمحازبين وتشكل اطاراً جامعاً وناظماً للمجموعات المنضوية اليها يشبّهها الكاتب بـ"المنظمات الجماهيرية" للحركات الشيوعية. تسعى هذه المؤسسات الى الاحاطة بمختلف أوجه الحياة لتشكل بديلاً من مؤسسات الدولة ومرافقها. ولكن لا قوام لعمل هذه المنظمات من دون عنصرين اساسيين يقومان بضبط العمل وتوجيهه وهما: سلك العلماء والمرشدين الدينيين، والتنظيم العسكري والجهادي. من هنا يخصص المؤلف الفصول الثالث والرابع والخامس والسادس لرسم المسار الذي قطعته عملية احياء التعليم الديني وبنائه بين ابناء العائلات الشيعية مع رسم بياني تفصيلي لأعداد المتعلمين في المدارس الدينية وتوزعهم الديموغرافي والعائلي والدور الكبير الذي لعبته ايران في عملية الاحياء هذه والاعداد التي تولتها بصورة خاصة الحوزات الدينية في ايران التي كانت بمثابة المؤسسات الدينية والعقائدية التي تخرج منها قادة "حزب الله" مع سِيَر شخصية لأهم هذه الشخصيات والمسار الذي سلكته (راجع الفصل السادس بعنوان: "عمائم غير مسبوقة"). واذا كانت الدولة/ الأمة تقوم على مفهومي الارض/ القانون؛ فان دولة "حزب الله" تقوم على مفهوم دولة/ الدين/ القرابة. يستعرض الكاتب في الفصل السادس تعامل السياستين الفلسطينية والسورية مع الشيعة في لبنان، ليتوقف بصورة اساسية امام كيفية تغلغل النفوذ الايراني الى المعاقل الشيعية وبناء حركته الاسلامية، حيث يبرز بوضوح مدى استفادة الايرانيين الكبيرة من واقع التهجير والسكن المرتجل وغير الشرعي في مناطق مثل بئر العبد وحارة حريك والبسطة الفوقا وبرج ابي حيدر من اجل بناء مناطق نفوذهم وبسط سيطرتهم عليها، ناهيك بالانهيار الكبير لأوضاع الشيعة في لبنان ولأبنيتهم السياسية والادارية. يرى المؤلف ان الاستعمال الايراني للشيعة في لبنان خدم أكثر من هدف ففي المرحلة الاولى مثلاً ساهم انشاء حركة "أمل الاسلامية" في الاعوام 1982-1983 دون عزل ايران عن الدول العربية داخل قوميتها الفارسية. ولعب تصديها للإحتلال الاسرائيلي دوراً في تظهير سياستها من القضية العربية الاولى الا وهي القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي لأراض عربية. استندت القيادة الايرانية في بنائها للجهاز السياسي والعسكري والاجتماعي لـ"حزب الله" في لبنان على مبدأين اساسيين: المبدأ الاول منطق العيش في ظل الحرب الدائمة، فمثل هذه الحرب وحدها قمين وفقاً للكاتب بالحؤول دون ظهور فروق بين الجماعة التي تسوسها الثورة او قيام روابط بين بعض اطراف هذه الجماعة والخارج. اما المبدأ الاساس الثاني فهو استغلال واقع التهجير والتشرذم وتفكك الأبنية الاجتماعية لدى ابناء الطائفة الشيعية لإنشاء مجتمع مضاد تقوم فيه الحركة الاسلامية بدور مؤسسات الدولة التي تلكأت او قصرت عن القيام بواجباتها فتشجع الناس على الخروج عن طاعة الدولة المركزية، بحيث تقوم مؤسسات هذه الدولة بدور الاعالة الاجتماعية الكاملة لأبناء الطائفة، وتشكل بديلاً من مؤسسات الدولة المتداعية بفعل الاحتلال الاسرائيلي من جهة وتعاقب الحروب الأهلية من جهة اخرى. في الفصول الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر يصور الكاتب بدقة كيف جرى بناء مجتمع الحرب او المجتمع البديل مشدداً بصورة خاصة على الدور المحوري الذي لعبه المسجد والمصلى والحسينية وشبكة الدعاة التي اقامها الحزب مع وصف مثير للإهتمام للشخصية الجهادية التي يعمل دعاة الحزب على بنائها (راجع الصفحات 255 حتى 268). ويظهر المؤلف في كتابه الفرق بين مواقف الحركة الاسلامية الخمينية في لبنان من الدولة اللبنانية ومواقف سائر احزاب اليسار اللبناني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982. ففي حين رأى الحزبان الشيوعي والقومي واحزاب لبنانية أخرى متعاطفة مع الفلسطينيين ان مقاومة الاحتلال وخوض "حرب تحرير "جديدة لها الأولوية على محاربة الدولة اللبنانية المركزية التي تستند الى الدعم الاميركي، كان موقف الحركة الاسلامية العكس فاعطت الأولوية لضرب القوات الأميركية والمتعددة الجنسيات على غيرها. الفصلان الرابع عشر والخامس عشر للكتاب يرسمان مسيرة صعود "حزب الله" في الحياة السياسية اللبنانية الداخلية او ما يطلق عليه البعض لبننة "حزب الله" بحيث تحول الى القوة السياسية الاولى التي تتحكم بهذا البلد وذلك بمساعدة ودعم مالي وسياسي ولوجستي وعسكري كثيف من القيادة الايرانية. اما الفصل الأخير الجديد فقد خصصه الكاتب لقراءة حرب تموز الاخيرة على لبنان. هذا الفصل الذي يلخص تماماً التوسل بالحرب والتهجير وتقطيع الاوصال كسبيل جوهري لإحكام قبضة الحزب هذه المرة ليس على الشيعة فقط وانما على كل اللبنانيين. كشفت حرب تموز ما يسميه المؤلف "العوائد الثقيلة لهذه الحرب على الأهل والاقليم والدولة" لأنها حرب دفع ثمنها الشعب اللبناني بأسره وليس "امة حزب الله" وحدها رغم كل محاولات الحزب جعل هذه الحرب "شيعية" اولاً ولبنانية عرضاً على ما يقول المؤلف. ورغم حرص الحزب منذ اللحظة الأولى لاندلاع المعارك على حصر مسؤولية العمل العسكري به وحده وتبرئة الدولة منها، فهو ايضاً حرص على تحرير امراء الحرب من إمرة الدولة ومن سيادتها، وأناط بها مهمة واحدة هي التفاوض مع الجهات الدولية على شروط وقف النار وجعلها تحت رحمته في حالتي الفشل والنجاح مما كاد يهدد علاقات لبنان بالمجتمع الدولي بالخطر. المثير للإهتمام في هذا الفصل انه يرسم أفق مستقبل العلاقة السياسية لـ"حزب الله" بالدولة اللبنانية من جهة وبالمجتمع الدولي من جهة اخرى وهي علاقة ملتبسة تدعو الى القلق. كما حلل الفصل الاخير اهمية الصورة، والدور الذي لعبته اطلالات الامين العام للحزب، في تسويغ الحرب وتبرير ثمنها الضخم عبر العلاقة المباشرة مع جمهور سامعيه. تقدم قراءة كتاب وضّاح شرارة أكثر من اجابة على أكثر من تساؤل قلق؛ منها مثلاً ان استعادة لبنان دولةً ومؤسساتٍ للشيعة ولـ"حزب الله" ممكنة من طريق الخروج من مجتمع الحرب ومنطق الاعالة واعادة بناء ما دمرته الحرب الأهلية من بنى اجتماعية واهلية، والقضاء على منطق المعقل أو المربعات الأمنية. ومنها ايضاً اعادة قدرة التواصل بين الطوائف اللبنانية ربما من طريق احياء التراث الشيعي العاملي الذي يفترق في اكثر من نقطة عن العقيدة الخمينية ونظرتها الى الآخر. لقد اشار الكاتب بوضوح في مطلع الكتاب الى رغبة مؤسسي "حزب الله" النظر اليه كعملية بدء لم يسبقها شيء ولا تمت لتاريخ الطائفة الشيعية في لبنان بشيء. وهذا أمر من الصعب على دعاة الحزب المكابرة في التمسك به نظراً الى أن حيثيات التاريخ الشيعي في لبنان تختلف عنها في العراق وفي ايران ليس فقط باختلاف المدارس الدينية والحوزات بين قم والنجف، وانما لأنه مهما غالى دعاة الفكر الخميني في السيطرة على توجهات "حزب الله" السياسية والفكرية فان هذا لا يمكنه ان يلغي مئات السنوات من الكتابة والتأليف والمساهمة التي قدمها مفكرو الشيعة واعلامهم في بلورة تاريخ لبنان الحديث. ومع ذلك بقيت أسئلة كثيرة معلقة تبحث عن جواب منها: مستقبل العلاقة بين الفكر الخميني والفكر السلفي الجهادي الذي تمثله "القاعدة"، واي انعكاس يمكن ان يتركه ما يجري في العراق على مستقبل الطموح السياسي الكبير لـ"حزب الله" في لبنان. من دون شك إن العمل التأريخي الداخلي لـ"حزب الله" جاء الى حد كبير شاملاً ومحيطاً لمختلف الجوانب والابعاد لولادة هذا الحزب الفتي. ولكن ثمة بعد كان يستحق وقفة منفصلة ومطولة هو الصراع مع اسرائيل والمراحل المختلفة التي مر بها العمل العسكري للحزب وانعكاس الانسحاب الاسرائيلي من طرف واحد من جنوب لبنان عام 2000 على النظرية الثورية والعلاقة التي نشأت بين الحركة الفلسطينية الإسلامية و"حزب الله" والبعد العربي لهذا الحزب. وربما يحتاج كل ذلك من المؤلف الى كتاب جديد او الى جزء مكمل لـ"دولة حزب الله".

المواضيع حزب الله (لبنان)
الإسلام و السياسة - لبنان
الأصولية الإسلامية - لبنان
الشيعة - لبنان - نشاط سياسي